بعد الدور الذي قام به الفيس بوك خلال ثورة 25 يناير في مصر أصبح كل مصري اليوم يحترم الفيس بوك ويقدره تقدير لا مثيل له كما نال الفيس بوك شهرة واسعة في مصر والعالم اكثر من شهرته بكثير فأصبح الرجل البسيط الذي لا يعرف معنى كلمة كي بورد عرف الآن معنى كلمة فيس بوك ونحن لا ننكر هذا الدور العظيم ونعتبر استخدام الفيس بوك أمر ضروري لا غنى عنه ولكن عندما يتحول هذا الأستخدام إلي إدمان هنا يقع الخطر الحقيقي .
يجب التنبيه الآن علي مخاطر إدمان الفيس بوك في ظل النشوى التي يتمتع بها الآن لأنه لو لم يتم ذلك الآن سوف يقع الكثير من الضحايا المتطلعين له في إدمانه وبذلك يقوم هؤلاء الضحايا بالتضحيه بساعات طويله من اعمارهم القصيره في إدمانه وليس فقط سوف يدمروا بذلك اوقاتهم ولكن سوف يؤدي ذلك إلي تدمير حياتهم بكاملها و أود ان أوضح انني اتحدث الآن عن إدمان الفيس بوك لا عن إستخدامه حتى لا أتصادم مع الملايين من عشاقه فأنا مسخدم وعاشق للفيس بوك ولكني قررت الا أكون مدمن له بعد اليوم.
فالحياة الإفتراضية علي شبكة الإنترنت تدمر الحياة الحقيقية علي أرض الواقع مثلا عندما أقوم بتكوين شبكة إفتراضية من الأصدقاء علي الفيس بوك أتحدث معهم طوال اليوم واشعر معهم بكل مشاعر الصداقة فسوف اتشبع بهذه العلاقات الإفترضية ولن تصبح لي رغبة في تكوين شبكة اصدقاء حقيقية رغم حاجة كل أنسان إلي اصدقاء حقيقين فعندما أمرض سوف يزورني صديق الحياة وليس صديق الفيس بوك وعندما اقع في أزمة مالية سوف ألجأ الي صديق الحياة وليس صديق الفيس بوك وعندما تحدث لي مشكلة سوف يواسيني ويقف بجانبي صديق الحياة وليس صديق الفيس بوك وعندما أكون علاقة عاطفية إفتراضية علي الفيس بوك سوف يحدث لي نفس حالة التشبع وسوف تتلاشى الرغبة لدي في التعرف علي قرينة في أرض الواقع وبذلك يمر بي العمر امام الفيس بوك حتي أصل الي الثلاثينات دون زواج ودون تكوين عائلة حقيقية اما بالنسبة للرغبة الجنسية كدافع للزواج فقد توفرها لك المواقع و الأفلام الإباحية التي تدمر الرغبة الجنسية بالتدريج.
كذلك الحال بالنسبة لرغبة الإنسان في الإنجاز وتحقيق الذات فكل ذلك سوف يتدمر بمجرد إدمانك للعبة علي الفيس بوك مثل لعبة FarmVille أو CityVille أوCountry Life فسوف تتحول كل آمالك وتطلعاتك في الحياة إلي هذه الألعاب الإفتراضية فسوف تتشبع رغبتك في الإنجاز وتحقيق الذات وسوف تكتفي بإمتلاكك مدينة كاملة علي الفيس بوك فما حاجتك لتوفير شقة علي ارض الواقع وما حاجتك للعمل علي أرض الواقع وأنت تمتلك مزرعة كبيرة تدر عليك الكثير من العملات الإفتراضية فسوف تتحول بمرور الوقت إلي انسان ناجح جداً في العالم الإفتراضي فاشل جداً في العالم الواقعي فسوف تصبح رجل اعمال كبير وصاحب ممتلكات هائلة ولديك المئات من الأصدقاء ولديك العديد من العلاقات العاطفية في العالم الإفتراضي أما علي أرض الواقع سوف تجد أمامك في المرآة بعد عدة سنوات شخص فاشل إنطوائى يكاد لا يخرج من البيت لا يستطيع إعالة نفسه وما يزال يعتمد علي من يعيله لا يعرف الكفاح إلا علي الفيس بوك (ببساطة سوف تتحول إلي إنسان إفتراضي ) مثلك مثل برامج الحاسوب فالبطل في العاب الحاسوب يفعل اشياء كثيرة ليس لها أثر خرج جهاز الحاسوب وأنت سوف تفعل اشياء كثيرة ليس له أثر خارج عقلك فسوف تقوم بدفن نفسك داخل خيالك وعالمك الإفتراضي الغير موجود علي أرض الواقع.
إسلام محمد رضوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لا تكن سلبي تقرأ وترحل.
كن إيجابي وشارك برأيك.