بحث في المدونة ..

الاثنين، 10 أبريل 2017

لعنة قرض البنك الدولي ..





الرئيس السابق محمد مرسي أثناء خطاب إستاد القاهرة
        عندما وقف الرئيس السابق محمد مرسي وسط إستاد القاهرة بعد جولة دراماتيكية بالسيارة المكشوفة , وأعلن بكل تفاخر عن طلب حكومته لقرض البنك الدولي , وأقسم علي المصريين أنه لا توجد فوائد ربوية وإنما هي مصاريف إدارية , لقد كان محمد مرسي كــــــــــــــاذباً ..
        فلا يوجد بنك في العالم يعطي قروضاً دون الحصول علي فوائد , ولا شك بصريح نصوص الشريعة القطعية أن تلك الفوائد هي الربا بعينه , ولا يستثنى من ذلك قرض البنك الدولي , أما ما إصطلح عليه فقهاء السلطة من تسميتها "مصاريف إدارية" , فهذا تدليـــــــــــــــــس مدفوع الأجر ..
        لقد كان يعلم محمد مرسي يقين العلم أن تلك القروض تعود بفوائد ربوية يدفعها الشعب المصري , وتخالف أسس وركائز الشريعة الإسلامية التي يديعي مرجعيتها هو وجماعته , ولكن السؤال الأجدر هنا .. هل كان محمد مرسي يعلم الآثار السياسية والإقتصادية التي سيجلبها قرض البنك الدولي علي مصر؟ ..
        أعتقده كان جاهلاً بها , ولكن هل ذلك سوف يشكل فارقاً !! , فلقد سقط محمد مرسي بلعنة قرض البنك الدولي , ولقد توعد الله عز وجل بمحاربة قابل الربا , خاصة وأن كان يدعي تطبيق أحكام الله ..
توقيع أتفاقية القرض بين وزيرة التعاون الدولي ومندوب البنك
        تلك أذاً هي اللعنة الأولى لقرض البنك الدولي والتي إقتصر أثرها علي محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين , ولكن اللعنة الثانية هل ستسلم مصر منها ؟؟؟
        اللعنة الثانية التي تعيشها الآن مصر بأكملها جراء حصول حكومة الرئيس السيسي علي قرض البنك الدولي , هذا القرض الذي لم تكن مصر يوماً في حاجة إليه , والسؤال اللازم هنا لماذا قرض البنك الدولي؟ ..
        وللإجابة علي هذا السؤال يجب الإستمرار في التساؤل .. هل إنعكس أو سوف ينعكس سواء في المستقبل القريب أو البعيد حتى هذا القرض علي رفاهية المواطن المصري ؟؟؟ لا النافية والناهية والقطعية , بل العكس إن هذا القرض يضر مباشرة وفوراً برفاهية وإستقرار المواطن , وجميعنا يعلم أن من شروط القرض تحرير سعر الصرف (تعويم الجنية) وإلغاء الدعم , وتحرير السوق من تدخل الدولة (التجارة الحرة).

 وكل ذلك يطعن مباشرة في المواطن المصري ويجعله أثير للشركات والكيانات الرأسمالية , يلهث ورائها أملاً في الحصول علي لقمة خبز أو قرص دواء , وتلك هي العبودية بشكلها العصري , فالعبودية هي أن تكون مقاليد حياتك في أيدى أخرين , تعمل فقط لمصلحتهم بشكل قسري وشاق , علي أن يلقوا إليك فتات الخبز حتى تستمر فقط في الحياة والعمل , أليس هذا واقعنا الآن .. ألا نعمل ليلاً نهاراً بغرض فقط الحصول علي الحد الأدنى من مقومات الحياة لنا ولأسرنا , واصبحت وسائل ترفيهنا هي ذتها الأغلال المصممة للسيطرة علي عقولنا حتى لا تصحوا وتثور علي العبودية ..

        ولكن ماذا عن إدعاء إقامة مشاريع تنموية في مصر بإستخدام قرض البنك الدولي .. هل تلك المشاريع مثل المشاريع التنموية العظيمة التي أقمناها بقروض الإمارات والسعودية وقطر .. ههههههههههه .
 فيجب أن تعلم أن البنك الدولي أخر مكان في العالم يمكن أن يساعد مصر علي إنشاء مشروع تنموي حقيقي , ولنا في تجربة السد العالي العبرة والعظة , فعندما آرادت مصر إنشاء مشروع حقيقي تنموي , أين كان البنك الدولي ..
               فيجب أن تعلم أن هذا القرض الذي في الحقيقة لا نحتاج إليه وتوجد في مصر موارد كثيرة ومتنوعة تغنينا عن عشر أمثاله , يهدف فقط لتكبيل السلطة السياسية بالديون , وتطبيق المخططات الإستعمارية الإقتصادية , وتسليم مصر علي طبق من ذهب إلي الشركات والبنوك العالمية لتكون هي الحكومة الحقيقية وراء الستار ولكي تحتكر الموارد لحسابها وتسعبد الشعب المصري للعمل عليها , فهل كان الخديوي إسماعيل في حاجة إلي الأستدانة من إنجلتر وفرنسا لإقامة حفل أسطوري لإفتتاح قناة السويس , وهل إستفاد الشعب المصري من تلك الديون هو لم يكن مدعواً علي الحفل حتى ..
        وفي النهاية ..
        تم إحتلال مصر عسكرياً بسبب تلك الديون , ويتم الآن إحتلالها إقتصادياً بسبب ذلك القرض ,, تلك هي اللعنة الحقيقية ..
إسلام محمد رضوان
المنيا - 9/4/2017م
يرجى الرجوع إلي ..
1-   الجريدة الرسمية – العدد 2 في 12 يناير 2017 – قرار رئاسة الجمهورية – رقم 505 لسنة 2015م.
2-    The millennium report – Article "The IMF and World Bank have destroyed every nation they have helped" – IMF / World Bank destroying countries - http://themillenniumreport.com/2015/03/imf-and-world-bank-have-destroyed-every-nation-they-have-helped
3-   محمد أنور – رسام كاريكاتير السخرية السياسية – https://twitter.com/anwarjbr .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا تكن سلبي تقرأ وترحل.
كن إيجابي وشارك برأيك.

الأكثر مشاهدة ..