إقتصادنا علي وشك الإنهيار .. عبارة تتلائم
مع كافة دول العالم الآن , تلك الدول الخاضعة لذات النظام الإقتصادي العالمي الموحد , ذلك النظام القائم علي
الدولار الامريكي منذ نهاية الحرب العالمية الأولى .
حيث كانت من أهم
نتائج الحرب العالمية الأولى علي الصعيد المالي ,
إسراف العديد من الدول في طباعة النقود ؛ لمواجهة إحتياجاتها في فترة ما بعد
الحرب , وهو ما يعد التغيير الحقيقي في الفكر الأقتصادي القائم آنذاك علي قاعدة الذهب
, أي إصدار نقود حقيقية تساوي قيمتها ذهب , وتخلي دول العالم عن قاعدة الذهب
وإستبدالها بالدولارات الأمريكية , مكن الولايات المتحدة من فرض هيمنة إقتصادية ليس لها نظير علي مختلف
دول العالم .
ولكن يبدو أن ذلك سوف يتغير في القريب العاجل
, فالعديد من التحركات الإقتصادية الكبرى , التي تحدث الآن من قبل هيئات مؤسسات
إقتصادية تربعت علي قمة النظام المالي منذ عقود طويلة , تشير بشكل قاطع أن أن
العالم الآن علي وشك معاصرة إنهيار إقتصادي شامل .
حيث إنه في صباح أحد الأيام من مطلع شهر مايو
من العام الماضي وفي غياهب الروتين اليومي , رحت أقلب صفحات بعض المواقع الإخبارية
المحلية قبل إنصرافي للعمل , إلا أنه إستوقفني أحد تلك الأخبار الهامشية , ورغم
أنه لم يحظى بإهتمام تلك الجريدة في عرضه حيث طغت عليه أخبار الفن والرياضة
كالعادة , إلا أن مجرد عنوان ذلك الخبر كان بمثابة رصاصة إرتكزت في عقلي .
" نجيب ساويرس يحول نصف ثروته إلي ذهب
" .. رجل مثل نجيب ساويرس , من عمالقة المال ليس في مصر فقط بل الشرق الأوسط
والعالم , لا يجب أن تأخذ تحركاته علي محمل الهزل , مثل هؤلاء الأشخاص لا يتحركون
عبثاً ولا تلعب بهم الأهواء وحس المغامرة كما يظن البعض , إنما هم منظمين إلي أبعد
حد , مطلعين علي كثير من الأسرار العظمى التي لا تتكشف لنا إلا بعد عدة سنوات أو
حتى عدة عقود , لديهم كتائب من الموظفين
تقوم بعمل دراسات وأبحاث علي مدار الساعة تمكنهم من قراءة أحداث المستقبل التي
غالباً ما يكونو هم أنفسهم من دبروها .
لذلك .. كان هذا الخبر مؤشر هام وعاجل وإنذار
لخطر محدق وتأكيد من أن إنهيار الدولار الأمريكي وبالتبعية إنهيار جميع أنظمة
الدول الإقتصادية القائمة عليه ,, أصبح وشيكاً .
ومنذ ذلك اليوم وهذا الهاجس يراودني طوال ما
يزيد عن العام , حتى وقعت عيناي علي خبر آخر هذا الصباح كان بمثابة التأكيد
النهائي واليقين الحتمي .. فعندما تعلم أن دولتين كبيرتين مثل روسيا والصين ماضيتان في تكديس
الذهب , بحيث يظهر من أحدث تقرير لمجلس الذهب العالمي أن روسيا والصين
تقودان دول العالم في ذلك ، فحيث زادت موسكو احتياطاتها منه خلال مايو الماضي بواقع
6.6 طن، فيما زادته بكين خلال الشهر نفسه بواقع 15.9 طن , وليس فقط روسيا والصين
بل العديد من دول العالم الغربي تتحرك بكل قوة في شراء وتكديس الذهب , حيث اشترت البنوك
المركزية حول العالم في 2018م نحو 651.5 طن بزيادة نسبتها 74% عن 2017م، وسط توقعات
أن تصل مشتريات البنوك المركزية إلى 700 طن في هذا العام ..
فمثل تلك الأخبار لا يمكن ألا تستوقفك .
وحيث أن مصر تخلت عن قاعدة الذهب عقب الحرب
العالمية الأولى وتحديداً في أغسطس عام 1914م ، وتم ربط الجنيه المصرى بـالجنيه
الاسترلينى الذى كان يساوى تقريبًا 0,975 جنيها مصريا وفى عهد الملك فاروق ارتفعت قيمته
إلى نحو 4 دولارات حيث بلغت قيمة أوقية الذهب 38.7 دولارا , وتم تحديد سعر الجنيه المصرى
بقيمة ثابتة من الذهب تعادل 3.6728 جرام , وفى يوليو عام 1947م ، فكّت الحكومة المصرية
إرتباط الجنيه المصري بالجنيه الاسترليني وتم ربطه بالدولار الامريكي ، وظل الجنيه
المصرى يعادل 4.1 دولارا حتى عام 1949م ومنذ ذلك التاريخ والجنية المصري أخذاً في
التراجع أمام الدولار الأمريكي .
وبذلك تكون مصر من أولى الدول التي سوف تتأثر
بما بات وشيكاً من إنهيار الدولار الأمريكي , ذلك إن لم تتوقف الدولة المصرية عن
بيه ثروتها من الذهب للخارج وأن تدخره لنفسها , بل وتقوم بتحويل كل ما تستطيع من
إحتياطيها النقدي .
فلقد أصبح الذهب طوق النجاة الوحيد ..
إسلام محمد رضوان
المنيا – في 10/7/2019م
المصادر ..
___________________________
-
عبدالحافظ الصاوي - التحولات الإقتصادية عقب
الحرب العالمية الأولى .. وأثرها علي العالم الإسلامي - مجلة البيان - الإصدار الحادي
عشر - 1435هـ - 2014م - الرياض - ص 446.
-
اليوم السابع - نجيب ساويرس يحول نصف ثروته إلى ذهب -
تاريخ النشر: الثلاثاء، 01 مايو 2018 04:17 – الرابط: http://www.youm7.com/3774376
.
-
روسيا اليوم - روسيا والصين ماضيتان في تكديس الذهب ودولة عربية
تبيع 200 ألف أونصة - تاريخ النشر: 08.07.2019 - 13:59 GMT
– الرابط: https://ar.rt.com/m3h3
.
-
حسام الشقويرى – إنفراد – تعرّف على قيمة
"الجنيه المصرى" منذ عام 1836 حتى 2016- تاريخ النشر:الجمعة، 08 يوليه
2016 01:58م - http://www.innfrad.com/News/20/278262/ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
لا تكن سلبي تقرأ وترحل.
كن إيجابي وشارك برأيك.