بحث في المدونة ..

السبت، 26 يناير 2013

المنافقون الجدد.




 إن المنافقون الذين كانوا على عهد رسول الله )صلى الله عليه وسلم) وكانوا العدو الأكبر والأخطر للدولة الأسلامية والمسلمين مازالوا يتخللونا ويمارسون نفس الدور الشيطاني في هدم الإسلام ومحو عبادة الله الواحد الأحد تحت شعارات ومسميات وإتجاهات فكرية وسياسية مختلفة.
وأولى صفاتهم الخداع .. حيث أنهم يدعون الإيمان بالله ويتظاهرون بالإسلام ؛ على عكس أفعالهم التي تعكس كفر قلوبهم فالإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وكثيراً ما نراهم على الشاشات في تلك البرامج التي تبث السموم الفكرية يحاربون الدين وأحكامة ومبادئة والحول دون تطبيقه بل ويدافعون عن الأنحلال والفجور بذرائع حرية التعبير والحريات الشخصية وحماية السياحة ... إلخ.
فعز من قائل ((  وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ {8} يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ {9} فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ {10}   ))     سورة البقرة.
ثاني صفاتهم الإفساد بقناع الإصلاح .. حيث أنهم يفسدون في الأرض ويهلكون الحرث والنسل ويثيرون الفتن ويشعلون الإضطرابات ويسرون بأعداد القتلى هنا وهناك ، والمضحك أنه يبررون لأفعالهم ويسوقون التآوييل ليخمدوا أضمرتهم وليوهموا أنفسهم أنهم يسلكون الصواب ويصلحون الأرض وذلك مما صنع بهم الشيطان.
فعز من قائل))  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ {11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ {12} ))       سورة البقرة.
ثالث صفاتهم الإستهزاء بالحق .. كما أنهم يسنكرون ويستهزءون بالمؤمنين فتجدهم يسخرون من اللحى ويستنكرونها على أصحابها رغم أنها سنة مؤكدة واردة عن الرسول )صلى الله عليه وسلم) لا يجوز إنكارها ، كما ينهالون علي الحجاب والنقاب والإحتشام بالنكات ويصفون صاحباتهم بالخيام المتحركة وأصحاب الفكر الإسلامي بالجهل والرجعية.
فعز من قائل ((  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ {13} وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ {14} اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ {15} ((    سورة البقرة.
رابع صفاتهم أختيار الضلال .. فهم من عرف الهدى وأيقنوه ولمسوا حلاوته عرفوا حقه وصدقه ومشوا في نوره , إلا أنهم تركوه وأختاروا الضلال وفضلوه وعجلوا بالدنيا وجروا وراء ملذاتها وشهواتها , فهم من عرف الحق وإختار الباطل , فخسروا الدنيا والآخرة.
فعز من قائل (( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ {16} مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ {17} صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ {18} ))          سورة البقرة.
          كثيراً ما نرى هاؤلاء المنافقون الجدد في زماننا هذا في كل مكان وعلى كل الشاشات وأربأ بنفسي من ذكر الأسماء التي لا يسعها مقال , ولكن يجب التنبيه علي مدى خطورة هذا العدو الماكر الأخطر علي الإسلام والمسلمين من إي عدو آخر .. فهذا العدو الداخلي بمثابة السوس الذي ينخر في جسد الأمة والدولة حتى يهدم دعائمها الإيمانية والأخلاقية فتهوى مع أول نفخة ريح أمام العدو الخارجي المتربص , فإن أهل الكفر لا يهدمون بلاد الإسلام  إلا بعد هدم الإسلام في نفوس أهله عن طريق عملائهم من المنافقين .. ولكم في الأندلس العبرة والعظة.
إسلام محمد رضوان.
 

هناك تعليق واحد:

لا تكن سلبي تقرأ وترحل.
كن إيجابي وشارك برأيك.

الأكثر مشاهدة ..