بحث في المدونة ..

الاثنين، 16 مايو 2016

بداية النهاية ..



         والله الذي لا إله إلا هو .. لإن المتبحر بالعلم , المطالع للأمر , الواعي بالواقع , ليعلم أشد العلم وليوقن عين اليقين , أننا الآن علي مشارف النهاية .
        فإننا نقف الآن علي حافة الهاوية نشاهد من الدنيا فقط الأطلال , فلم يتبقى من العدل إلا البقايا ولم يبتقى من العلم إلا القشور , ولا تغرنكم تكنولوجيا زائفة , مخزنة لنا منذ قرن فائت .. نعم منذ قرن .. ولا تعجب أبداً أن قلت لك أن جهاز الإسمارت فون الذي بيدك بكل إمكانياته وطفراته توصل إليه العقل البشري منذ قرن من الزمان , ولكنه كان حكراً علي بضع الأفراد طوال هذه المدة , ويسأل في ذلك الدكتور فاروق الباز عندما قال الفارق الزمني في التقدم العلمي بين داخل أسوار ناسا وبين خارجها خمسون سنة كاملة , والفارق العلمي بين خارج أسوار ناسا , وبين العامة خمسون سنة أخرى ,,, نعم ما بيدنا اليوم , وجد منذ مائة عام !
        ولكننا اليوم .. نستنفذ ذلك المخزون العلمي , هذه هي النهاية التي أتحدث عنها , فأي عقل يفكر وأي وجدان يبدع , في ظل إنعدام المعاير الذي وصلنا إليه , فأصبح الظلم عين العدل , وتلبس الباطل رداء الحق , وأصبح الحق غريباً علينا , وآتت الجهود والأبحاث المطبقة علينا ثمارها , فأدى الإعلام دوره الكبير في غسل عقولنا وتوجيهنا والسيطرة علينا بنظام الأستشعار عن بعد , فإن الرجل الذي بيده الريموت كنترول لوسائل الإعلام وكلها علي مستوى العالم وفي شتى الدول فروع تنهل من أصل واحد , فإنه يقدر علي كل شيئ فإن الدول الآن حكومات ومؤسسات وأفراد في قبضة يده أحجاراً علي رقع الشطرنج يحركها كيفما يشاء .
 فلقد فقد الإنسان إنسانيته عندما فقد قدرته علي الإختيار وأصبح عبداً تحت شعار الحرية والتحرر وإنساق وراء ملزاته وشهواته ظناً منه أنه يفعل ما يريد ولكنه في الحقيقة يفعل ما يراد له وكانت الوسيلة لذلك تكمن في نشر الإباحية الجنسية الممنهج , التي تنبه لخطرها كافة رجال العلم والسياسة علي مستوى العالم الغير ملوثين , وأصبحت الشعوب قطعاناً ترعى أينما يراد لها أن ترعى وتساق وقتما يراد لها أن تساق , لا يميز الفرد فيها عن الدواب شيئاً , فإن كانت الدواب تتحرك بغرائزها فقط , فإن عامة البشر اليوم يفعلون كذلك , قطعان بشرية ترعى بأمر سيدها , رضت بأن تكون خرافاً تأكل من يد ذئب يثمنها اليوم لينهشها غداً.
إن الذي ظلت به بقايا من الإنسانية , ليدرك حقيقة هذا الوضع الحالي الذي لا ينبئ إلا بالنهاية , ليدرك أنه كلما تسارعت الفوضى الممنهجة في العالم وكلما تفاقم الفساد والإنحلال والضلال الذي غرقنا فيه حتى ثكلت علينا الجبال , فإننا نقترب أكثر وأكثر من النهاية الكبرى , ونحن الآن فقط في إنتظار أحداثها الجلل .
إسلام محمد رضوان
المنيا - 16/5/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا تكن سلبي تقرأ وترحل.
كن إيجابي وشارك برأيك.

الأكثر مشاهدة ..